الانتقاء عند الإمام البخاري

img

سيظل صحيح الإمام البخاري الشغل الشاغل للمهتمين بهذا الدين، سواء كانوا من أتباعه، أم مناهضيه، ويكفينا فخراً نحن أهلَ السنة أن صحيح البخاري رحمه الله تعالى، هو الكتاب الوحيد الذي نال كل اهتمام بعد القرآن الكريم، حيث لا يُعرف كتاب تم الاهتمام به، إما شرحاً، أو اختصاراً، أو اعتراضاً، أو انتقاداً، أو طعناً، أو انتصاراً، أو قراءة، أو حفظاً، أو اقتناءً غير (الجامع المسند الصحيح المختصر من أمور رسول الله صلى الله عليه وسلم وسننه وأيامه) المعروف بين العالمين باسم (صحيح البخاري).وسيراً على الدرب فإن هذا البحث يدور حول طريقة الإمام البخاري في انتقاء أحاديث صحيحه من الرواة الذين تُكلم فيهم، ويروون عن غير أهليهم أو بلديّهم، وقد عالجت هذا الموضوع، ببيان معنى الانتقاء، وأن الإمام البخاري قد يخرج لمن ضُعف، سواء كان من شيوخه أو غيرهم، ويكون مضعفاً بضعف محتمل، يمنع من القول بتصحيح حديثه، لكنه قد توبع من قِبل الثقات، إما داخل الصحيح، أو خارجه، وبهذا المتابع الثقة يرتقي الحديث للصحيح لغيره، لذا وضعه داخل الصحيح، حيث إنه رحمه الله تعالى لم يشترط إخراج الصحيح لذاته فقط، بل إن صنيعه داخل الصحيح يظهر أنه خرج الصحيح بنوعيه؛ فإن متابعة من ضُعف بما لا يُرد حديثه من قِبل الثقة، فإن حديثه يرتقي من الضعيف إلى الصحيح لغيره؛ لأنه في هذه الحالة فقط، يأخذ أعلى من درجة نفسه، وكان توضيح ذلك من خلال حديث (الحرب خدعة) من رواية شيخه: بور بن أصرم، ليكون أنموذجاً لتوضيح تلك الطريقة، وإظهار أن هذا الحديث قد توبع من أكثر من طريق صحيح عند البخاري نفسه، وعند غيره، مما يجعلنا القول بصحة الحديث، وأن البخاري لم ينخرم شرطه في ذلك. وإليك أخي القارئ الكريم المهتم بهذا الموضوع البحث الذي تم نشره في مجلة كلية الدراسات الإسلامية والعربية بدمياط . راجيا من الله تعالى أن يتقبله مني وأود منك أن لا تنساني من صالح دعائك … من فضلك اضغط هنا

الكاتب د. عمر الفرماوي

د. عمر الفرماوي

مواضيع متعلقة

اترك رداً