محاربة التطرف والعنف من منظور السنة النبوية

img

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على النبى محمد صلى الله عليه وسلم وبعد،

فلاشك أن العالم كله شرقية وغربية ومنه العالم الإسلامييعاني من ظاهرة التطرف والعنف والإرهاب بمفهومه الشامل، والذي هو: ترويع الآمنين، ومحاربتهم في معاشهم، وتنغيص حيواتهم.

وحرى بعقلاء العالم أن يضعوا علاجاً ناجعاً يوقف من غلواء ذلك، إن مشكلة الذي يستخدم طريق التطرف والعنف وإرهاب الآمنين في معاشهم أنه يرى أنه على صواب؛ وذلك لأسباب كثيرة، من أخطرها رؤيته مشروعية فعله، وذلك بسبب تأويلات مضللة، وأفهام خاطئة كليلة، وأن المجتمع على ضلال كبير؛ لذا فإنه يحاول قدر الطاقة أن يتخلص من هذا المجتمع الباغي، بأي وسيلة، حتى ولو بقتل نفسه، وأن ما يفعله قربة لله تعالى، والأمر ليس كذلك.

وفي تلك الأطروحة أحاول أن أدلى بدلوى في هذا المضمار، فأتحدث عن بعض الجوانب المهمة التي أدت إلى ظهور تلك الظاهرة، والطرق التي ينبغي اتباعها لمحاربة هذا الداء من منظور السنة النبوية، وذلك من خلال هذه الورقة، مضمناً لها بعض العلاجات المهمة التي وضعها النبي صلى الله عليه وسلم والتي باتباعها يتم انحسار تلك الظاهرة، وفهم أبعادها. تلك الظاهرة القبيحة التي شوهت مجتمعنا وطمست وجهه الحضاري؛ أملاً في المساهمة ولو بقدر ضئيل في محاربة هذا التيار المتشدد من خلال إلقاء الضوء على عدم رضا النبي صلى الله عليه وسلم عن تشدد بعض الصحابة في تعاليم الإسلام وكيفية توجيهه صلى الله عليه وسلم للصحابة الكرام.

وقد اعتبرت ذلك مدخلاً مهماً لتلك الورقة، وممهداً للقارئ الكريم: أن التشدد والتطرف والعنف والإرهاب أمر لا ترضاه السماء، وأن هذه المشاكل حدثت بسبب البعد عن الروح السمحة للشريعة الإسلامية.

وفي نهاية الورقة ذكرت أهم النتائج التي توصلت إليها، وأهم التوصيات التي أرجو أن يهتم بها أولو الأمر في هذه الأمة لعل النجاة تكون فيها. وقد تم نشر هذا البحث في مجلة الجامعة الأمريكية بالقاهرة عدد الربيع ٢٠١٦ م

اقرأ المزيد

الكاتب د. عمر الفرماوي

د. عمر الفرماوي

مواضيع متعلقة

اترك رداً