الدراسات البينية وأثرها في البحث العلمي (الحديث الشريف وعلومه نموذجاً (دراسة تطبيقية))

img

إن الدراسات البينية من الأمور المهمة التي يجب أن يستعين بها الباحث في كتاباته؛ لتقريب علوم التخصص للناس.

طالما أن موضوع البحث يستحق ذلك، ويحتمله، وهو ما أسميه بالحقل المعرفي للمسألة المراد بحثها، وهو ما يجب أن يتمتع به الباحث ويملكه؛ كي يساهم في خدمة فنه، الذي يود أن ترسخ قدمه فيه. وهذا الحقل المعرفي عبارة عن مجموعة من المعارف تتكاتف؛ لبيان وتذليل التخصص المراد توضيحه؛ ليسهل فهمه، والاستفادة منه، وتقريبه للناس. وإذا كان الأمر كذلك فإن الدراسة البينية المرادة بيانها هنا هي: عملية دمج لتخصصين أو أكثر، لتوضيح وتقريب مسألة ما، يصعب على تخصص واحد -في هذه المسألة- بيانها، والاستفادة الكاملة منها.وحتى تكون الدراسة البينة ذات فائدة لابد أن يتولد لدى الباحث شعور يوضح له: ما المناسب من العلوم التي يجب أن يستعين بها في المسألة محل البحث.إن عدم وجود هذه الحاسة العلمية البحثية لدى الباحث تجعله يبحث في المكان الخطأ الذي بالضرورة سيؤدي للنتيجة الخطأ، فيحاول التوفيق والتبرير لما فهمه، وقد أخطأ في الفهم، كحديث: (لا تضرب الوجه، فإن الله خلق آدم على صورته)، فتجده يظن أن الحديث من باب الصفات، والأمر ليس كذلك، إذ الضمير مرده للرجل الذي تم ضربه، وقد نهى النبي  الضارب أن يصفع المضروب على وجهه، لأن الله تعالى خلق آدم على صورة المضروب، وكحديث شرب بول البعير، فيظن من لم يحسن صناعة هذا الفن أن الحديث له علاقة بعلوم الصيدلة، والأمر ليس كذلك. فالحديث ليس فيه أمر للناس بشرب بول البعير أصلاً.أو تجد الباحث لديه الحاسة العلمية البحثية المطلوبة، فيستعين بالعلم المطلوب تماماً لتوضيح المسألة، لكنه يغلبه، وعند النظر في المحصلة النهائية للبحث، تجد أن الصنعة الأصلية للباحث قد غابت، أو خفتت أمام العلم المستعان به لتوضيح المسألة محل البحث. وكثيراً ما رأيتُ بحوثاً استعان أصحابها بأصحاب الفقه أو الأصول فغلبه ذلك، حتى إنك تظن أن هذا المتخصص في الحديث قد غير تخصصه للفقه أو للأصول، أو غيرهما مما استعان به في كتابته.

ومن الممكن الاطلاع على ملخص للبحث من خلال الرابط التالي ريثما يتم نشره في مجلة كلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بمدينة السادات جامعة الأزهر

الكاتب د. عمر الفرماوي

د. عمر الفرماوي

مواضيع متعلقة

اترك رداً